من له الابن
-------------
كان لرجل غني ابناً وحيداَ، وكانت تجمع بينهما هواية مشتركة: وهي اقتناء اللوحات الفنية النادرة لكبار الرسامين مثل "بيكاسو".
وفي أحد الأيام تم استدعاء الإبن الى الجيش، فذهب الى ميدان المعركة، وقد عرف عن هذا الإبن أنه يتميز بالشجاعة والإقدام.
ذات يوم وأثناء تبادل إطلاق النار على إحدى جبهات المواجهة سقط الإبن قتيلاً.
عرف فيما بعد انه ضحى بحياته ومات لينقذ حياة زميل له.
ما أن وصل الخبر الى الأب حتى استولى عليه حزن شديد - إذ فقد ابنه الوحيد.

ذات مساء، قبل عيد الميلاد بعدة أيام، سمع الأب طرقاً على باب البيت ففتح الباب ورأى شاباً يحمل في يده لوحة كبيرة مغطاة.
قال الشاب:

"يا سيدي أنت لا تعرفني.
أنا الشاب الذي مات أبنك لينقذ حياته.
لقد استقرت رصاصة في قلبه عوضاً عنّي - لقد فدى حياتي يا سيدي "

وبعد لحظات من الصمت تابع الشاب ليقول:

"لقد كان أبنك يحبك كثيراً ويتحدث عنك وعن مدى حبك للفن
لذلك دعني أقدم لكَ هدية بسيطة، أرجو أن تقبلها مني
لقد صنعتها بيدي رغم أني لست رساماً ماهراً "

وكشف الغطاء عن اللوحة،
فوجد الأب صورة رائعة لوجه أبنه.
فأغرورقت عيناه بالدموع وأخذ هذه اللوحة شاكراً وعلقها في غرفته.
وكان الأب يعتزّ بهذه اللوحة أكثر من كل اللوحات التي يمتلكها.
ثم بعد شهور قليلة مات الأب، فطلب عدد كبير من المهتمين بالفن أن يشتروا لوحاته.
تم تحديد موعد مزاد كبير على هذه اللوحات.
في الموعد المحدد اكتظت قاعة المزاد بالحاضرين،
وكل منهم يتطلع لاقتناء إحدى هذه اللوحات الثمينة -
وفتح المزاد.
وقف مدير الصالة ليعلن بدء المزاد بعرض صورة الإبن للبيع ونادي قائلاً:
"من يريد أن يشتري الإبن؟".
كان هناك صمت في القاعة فنادي ثانية:

"من يشتري الإبن؟ من يشتري الإبن؟"

ثم حدد سعراً رخيصاً للوحة ونادى ثانية:
"مائة دولار من يشتري الإبن بمائة دولار؟"
وصاح أحد الجالسين قائلاً:
"نحن لم نحضر لشراء الإبن فلا تضيع وقتنا نريد شراء اللوحات الأخرى"
وانتشر الصياح في القاعة
"لا نريد الإبن ... لا نريد الإبن "
ولكن مدير الصالة أصر علي بيع الإبن وصاح:
"من يشتري الإبن؟"
وهنا وقف رجل فقير يرتدي ثياباً بسيطةً وقال:
"اريد شراء الإبن ولكن لا أملك الا ّعشرة دولارات"
أخذ مدير الصالة العشرة دولارات وأعطاه لوحة الإبن وانتظر الحاضرون أن يستمر المزاد. لكن مدير المزاد أعلن أن المزاد قد انتهى.
لقد كانت هناك وصية كتبها الأب
"أن من يشتري صورة الإبن يحصل على كل الميراث واللوحات والمقتنيات".
لقد رفض الجميع ألإبن فلم يحصلوا على شيء.
وأما ذاك الفقير الغير قادر على اقتناء شيء.

ذاك الذي دفع القليل الذي لم يرد اي آخر ان يدفعه فقد كسب كل شيء.

لقد مات الإبن الحبيب يسوع على الصليب منذ ألفي عام ليعطنا الحياة الابدية .
مات هو ليعطيك انت الحياة بل كل الحياة.
فهل تقبل ان تتنازل عن القليل الذي يطلبه منك: قليل من الكبرياء، قليل من الإنشغال، قليل من الوقت لتتعرف عليه.
هل تريد الإبن يسوع؟
ليتك تقبله قبل فوات الأوان.