mina18 | التاريخ: الثلاثاء, 2012-10-30, 2:57 PM | رسالة # 1 |
عضو مؤسس
مجموعة: المدراء
رسائل: 904
حالة: Offline
| تذكار نياحة القديس زكريا الراهب بن قاريوس . كان أبوه يدعى قاريوس وكان متزوجًا ، غير أنه اشتاق إلى الرهبنة وكاشف زوجته بما في فكره فوافقته على ذلك . وكان له ابن وبنت فتركهما عند أمهما وقصد برية شيهيت وترهب عند شيخ قديس هناك . ثم بعد قليل حدث غلاء شديد في البلاد ، فأخذت المرأة ولديها وذهبت إلى البرية حيث كان أبوهما قاريوس ، وشكت له ما تقاسيه من الغلاء وسلمته ولديه . أما هو فقال لها: "إن الله قد قسم بيننا فخذي أنت البنت واتركي لي الولد" . فأخذت البنت وانصرفت وأخذ هو الصبي وأتى به إلى الشيوخ ، فصلوا عليه وتنبأوا عنه أنه سيكون راهبًا كاملاً. ... تربى زكريا في البرية تربية صالحة ، وتقدم في كل فضيلة . ولحسن طلعته وجمال صورته صار تذمر في الإسقيط بسببه ، إذ قالوا: "كيف يكون صبي مثل هذا في البرية بين الرهبان؟" فلما سمع القديس زكريا بهذا ذهب إلى بحيرة النطرون ومن غير أن يُعلم أحدًا ، وخلع ثيابه ونزل في البركة وانغمس فيها عدة ساعات فتحول لون جسمه إلى السواد وصار كالمجذوم ، ثم صعد من الماء ولبس ثيابه وأتى إلى أبيه ، فلم يعرفه إلا بعد أن تفرس فيه جيدًا ، ولما سأله عن الذي غير منظره أعلمه بما عمل . لما كان يوم الأحد مضى مع أبيه إلى الكنيسة ليتناول الأسرار المقدسة ، فكشف الله للقديس إيسيذورس قس الإسقيط ما صنعه القديس زكريا ، فتعجب وقال للرهبان: "إن زكريا تقدم في الأحد الماضي كإنسانٍ ، أما الآن فقد صار ملاكًا" . حاز هذا القديس جميع الفضائل وخصوصًا التواضع ، فكان فيه كاملاًحتى أن أباه قال عنه: "إنني تحملت تعبًا كثيرًا في الجهاد ولكنني لم أصل إلى رتبة ابني زكريا" . أقام هذا القديس مجاهدًا وناسكًا خمسًا وأربعين سنة ، ودخل إلى البرية وهو ابن سبع سنين ، فكانت أيام حياته اثنتين وخمسين سنة ، ثم تنيح بسلام . صلواته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا إبديا آمين .[size=15][color=red][b]
|
|
| |