mina18 | التاريخ: الثلاثاء, 2012-10-30, 3:21 PM | رسالة # 1 |
عضو مؤسس
مجموعة: المدراء
رسائل: 904
حالة: Offline
| في مثل هذا اليوم من سنة 404 ميلادية تنيح الأب القديس الأنبا ثاؤفيلس الثالث والعشرون من باباوات الإسكندرية ، كان تلميذا للأب القديس أثناسيوس الرسولي ، وتربى عنده ، وتأدب منه بالأدب الروحاني . ولما تنيح البابا تيموثاوس قدم هذا الأب مكانه ، وكان عالما حافظا لكتب الكنيسة ، ملما بتفاسيرها ، فوضع ميامر كثيرة وأقوالا مفيدة في الحث على المحبة والرحمة ، والتحذير من الدنو من الأسرار الإلهية بدون استعداد ، وفى القيامة ، والعذاب المعد للخطاة ، وغير ذلك من التعاليم النافعة وكان الأب القديس كيرلس ابن أخته ، فاعتنى بأمر تعليمه بأن أرسله إلى الأب سرابامون بجبل شيهيت ، فتفقه عنده ودرس كتب الكنيسة وعلومها وقضى هناك خمس سنوات وعاد إلى خاله ، وكان ملازما للقراءة أمام الشعب . ولما كان البابا ثاؤفيلس عند الأب القديس أثناسيوس الرسولي سمعه ذات يوم يقول - وقد تطلع إلى أكوام كانت تجاه قلايته - أن وجدت زمانا أزلت هذه الأكوام ، وبنيت مكانها كنيسة للقديس يوحنا المعمدان و أليشع النبي . ... فلما قدم بطريركا تذكر ذلك القول ، وكان يتحدث به كثيرا ، وكان برومية امرأة غنية توفى زوجها وترك لها ولدين ، فأخذتهما وأخذت معها مالا كثيرا وأيقونة الملاك روفائيل وحضرت إلى الإسكندرية ، فلما سمعت باهتمام الأب البطريرك بإزالة هذه الأكوام تقدمت إليه بغيرة صادقة وقدمت له الأموال الكافية لتحقيق غرضه ، وحدث بعد إتمام العمل أن ظهر تحت أحد الأكوام كنز مغطى ببلاطة نقش عليها بالقبطية ثلاثة أحرف ثيطة أي (ث) ، فلما رآها الأب ثاؤفيلس علم بالروح القدس سر هذه الحروف وقال "لقد أتى الزمان الذي يظهر فيه هذا الكنز لأن الثلاث ثيطات قد اجتمعت في زمان واحد ، وهم ثآؤس أي الله ، ثاؤدسيوس الملك ابن أرقاديوس بن ثاؤدسيوس الكبير ، وثاؤفيلس البطريرك يعنى ذاته" ، ووجد أن تاريخ هذا الكنز يوافق زمان الأسكندر بن فيلبس المقدوني أي منذ سبعمائة سنة ، فأرسل الأب إلى الملك يعرفه بذلك ويطلب إليه الحضور ، فحضر الملك ورأى الكنز ، ثم أمر بمنح مبلغ كبير للأب ثاؤفيلس ، فبنى عدة كنائس ، وقد بدأها ببناء كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان و أليشع النبي ، ونقل جسديهما إليها ، وهى التي كانت معروفة يومئذ بالديمارس ، ثم كنيسة على اسم السيدة العذراء ، ثم كنيسة على اسم الملاك روفائيل بالجزيرة ، وسبع كنائس أخرى ، أما ولدا المرأة التي حضرت من رومية فقد رسمهما أسقفين ، ولما رأى الملك صدق عزم الأب البطريرك واهتمامه ومحبته في عمارة الكنائس ، أمر له بمال البرابي التي في ديار مصر كلها فحولها إلى كنائس وأماكن لإضافة الغرباء ، وعين لها أوقافا وأكمل أيامه في سيرة مرضية لله ، ثم انتقل من هذا العالم بسلام . صلاته تكون معنا ، ولربنا المجد دائمًا أبديا . آمين .
|
|
| |