//goodshepherd.ucoz.com الإثنين, 2024-05-06, 0:48 AM
الرئيسية | التسجيل | دخول أهلاً بك ضيف | RSS
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
مشرف المنتدى: الأسد, mina18, osama  
منتدى الراعى الصالح ( عمانوئيل ) » الصور » صور رب المجد » خرافى تسمع صوتى
خرافى تسمع صوتى
mina18التاريخ: الأربعاء, 2012-11-28, 2:29 PM | رسالة # 1
عضو مؤسس
مجموعة: المدراء
رسائل: 904
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline


يوحنا 10 - تفسير إنجيل يوحنا
الراعي الصالح الجزء(4) للقمص تادرس يعقوب ملطي
* أي شيء يكون أكثر ملئًا من السمات البشرية عن هذا القول، إن كنا نحسب ربنا محبوبًا لأنه يموت من أجلنا؟ ماذا إذن؟ أخبروني ألم يكن محبوبًا قبل ذلك؟ هل بدأ الآب يحبه وكنا نحن السبب في حب الآب له؟ ألا ترون كيف يستخدم التنازل؟ لكن ماذا يريد أن يؤكد هنا؟ لأنهم قالوا إنه كان غريبًا عن الآب ومخادعًا وجاء ليهلك ويدمر، لذلك قال له
م: "هذا لو لم يوجد ما يدفعني أن أحبكم، بمعنى أنكم محبوبون من الآب، وأنا أيضًا محبوب منه، لأني أموت من أجلكم". بجانب هذا يرغب في البرهنة على نقطة أخرى أنه لم يأتِ ليفعل شيئًا بغير إرادته، فإنه لو كان الأمر هكذا فكيف يكون عملي هذا سببًا في الحب؟[1131]

القديس يوحنا الذهبي الفم

"ليس أحد يأخذها مني،

بلأضعها أنا من ذاتي.

لي سلطان أن أضعها،

ولي سلطان أن آخذها أيضًا،

هذه الوصية قبلتها من أبي". [18]

إذ يضع نفسه يأخذها، لأنه قدوس الله الذي لن يرى فسادًا (مز ١٦: ١٠). إذ صار جسدًا بإرادته سلم نفسه باذلا ً جسده لكي يقبله من يدي الآب جسدًا مجيدًا، فاتحًا لنا باب القيامة، إذ هو نفسه "القيامة". أعطانا فيه حق التمتع بالجسد الممجد القادر أن يشارك النفس مجدها السماوي. إنه يؤكد أن موته يتحقق بكامل إرادته، إذ هو صاحب سلطان أن يموت وأن يقوم. هذا البذل هو موضع سروره كما هو موضع سرور الآب، وفي طاعة كاملة سلم الأمر بين يدي الآب، ليحقق إرادته التي هي واحدة مع إرادة الابن.

* اشتهى المسيح أن يأكل الفصح (لو 15:22)، وأن يبذل حياته ليضعها بإرادته ويأخذها أيضًا بإرادته (يو 18:10)، وقد تحققت شهوته.

القديس أغسطينوس

* وضع حياته لكي يمجدنا، ولكن كان سلطان لاهوته أن يضعها وأن يأخذها أيضًا... ها أنتم ترون صلاحه، أن يضعها بإرادته؛ ها أنتم ترون سلطانه أيضًا أن يأخذها[1132].

القديس أمبروسيوس

* إذ كانوا كثيرًا ما يطلبون قتله أخبرهم: "ما لم أرد أنا ذلك، فإن تعبكم يكون باطلًا". وبالأمر الأول برهن على الثاني، بالموت برهن على القيامة. فإن هذا هو الأمر الغريب والعجيب.

كلاهما وضعا في طريق جديد على خلاف العادة.

لنتأمل بدقة لما يقول: "لي سلطان أن أضعها" [١٨]. من ليس له سلطان أن يضع نفسه؟ فإنه في مقدرة أي إنسان أن يقتل نفسه. لكنه قال هذا ليس هكذا، وإنما كيف؟ "لي سلطان أن أضعها بطريق هكذا، إنه لا يقدر أحد أن يفعل هذا ضدي بغير إرادتي". هذا السلطان ليس لدى البشر، فإنه ليس لنا سلطان أن نضعها بأية وسيلة سوى أخرى إلاَّ بقتلنا أنفسنا. وإن سقطنا تحت أيدي أناس ضدنا ولهم سلطان أن يقتلونا، فإنهم يضعون أنفسنا ولو بغير إرادتنا. لم يكن حال المسيح هكذا، وإنما حتى عندما تآمر الآخرون ضده كان له سلطان ألا يضعها.

إذ هو وحده له السلطان أن يضع حياته أظهر أن له ذات السلطان أن يأخذها ثانية.

ألا ترون أنه بالأولى برهن على الثانية، وبموته أظهر أن قيامته غير قابلة للنقاش؟[1133]

* في قوله "هذه الوصية قبلتها من أبي" إن سألت السيد المسيح: وما هي هذه الوصية؟ أجابك: هي أن أموت عن العالم.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* أخبرنا مقدمًا أنه في وقت آلامه سيحل نفسه من جسمه بإرادته قائلًا: "أضع نفسي لآخذها أيضًا. لا يأخذها أحد مني، بل أضعها بنفسي. لي سلطان أن أضعها أن أضعها، ولي سلطان أيضًا أن آخذها" [17، 18].

نعم داود النبي أيضًا، حسب تفسير العظيم بطرس إذ تطلع إليه قال: "لا تترك نفسي في الهاوية، ولا تدع قدوسك يرى فسادًا" (مز 16: 10؛ أع2: 27، 31). فإن لاهوته - قبل تجسده وعندما تجسد وبعد آلامه - غير قابل للتغير كما هو، بكونه في كل الأوقات كما كان بالطبيعة وسيبقى كما هو إلى الأبد. لكنه إذ أخذ الطبيعة البشرية كمل اللاهوت التدبير لصالحنا بنزع النفس إلى حين من الجسم، ولكنه بدون إن ينفصل اللاهوت عن إحداهما، هذان (النفس والجسم) اللذان كانا مرة متحدين، وإذ يضم العنصرين مرة أخرى اللذين انفصلا يعطى لكل الطبيعة البشرية بداية جديدة ومثالًا لما سيحدث في القيامة من الأموات، بأن يحمل كل الفاسدين عدم الفساد، وكل المائتين عدم الموت[1134].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

"فحدث أيضًا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام". [19]

هذه هي المرة الثالثة التي حدث فيها انشقاق بين المستمعين للسيد المسيح (يو ٧: ٤٣؛ ٩: ١٦)، إذ كان عدو الخير يبذل كل الجهد لإفساد عمل السيد المسيح.

إذ تحدث السيد المسيح عن بذله العملي لكل حياته من أجل قطيعه، وقيامته لكي يقيمهم، لم يحتمل البعض هذا الحب الإلهي الفائق، فحسبوه يتكلم هكذا بدافع شيطاني أو بسبب اختلال عقله. بينما يشتهي الرب تمجيدنا أبديًا يقاومه البعض ويسيئون إليه، مطالبين الآخرين بعدم الاستماع إليه، فحدث انشقاق بين الفريقين.

"فقال كثيرون منهم:به شيطان وهو يهذي،

لماذا تستمعون له؟" [20]

اتهمه البعض أن به شيطان، وأنه مجنون، لماذا يستمعون له؟ إنه يهذي ويتكلم بلا وعي. هذا الاتهام لا يزال يُوجه إلى السيد المسيح خلال كل من يشهد للحق ويتحدث عن السماء والأبدية، حيث يحسبه السامعون أنه غير واقعي، وأنه خيالي.

لقد استخفوا أيضًا بسامعيه، بكونهم يشجعونه على بث هذه التعاليم.

لا يكتفي غير المؤمن بعدم قبول الكلمة الإلهية، وإنما يسخر أيضًا منها، ويحث الآخرين على مقاومتها، بل أحيانًا يكرس طاقته لمقاومة المستمعين لها، فيقول: "لماذا تستمعون إليه؟"

* لقد صاروا مثلجين بردًا في عذوبة الحب له، ومحترقين بالشهوة نحو أذيته. كانوا بعيدين جدًا بينما هم بجواره[1135].

القديس أغسطينوس

* كل فضيلة صالحة، أما فوق الكل فهي فضيلة اللطف والوداعة. هذه تظهرنا بشرًا مختلفين عن الوحوش المفترسة، هذه تليق بنا لننافس ملائكة. لهذا فإن المسيح يتحدث كثيرًا عن هذه الفضيلة، آمرًا إيانا أن نكون ودعاء ولطفاء. ليس فقط يقدم كلمات كثيرة عنها، وإنما يعلمنا إياها بأعماله... فقد دعاه هؤلاء الناس شيطانًا وسامريًا وكثيرًا ما طلبوا قتله، وألقوه بحجارة... مع هذا لم يرفضهم، ومع أنهم تآمروا ضده أجابهم بوداعة عظيمة[1136].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"آخرون قالوا:

ليس هذا كلام من به شيطان،

ألعل شيطانًا يقدر أن يفتحأعين العميان؟" [21]

هذا الفريق وإن كانوا لم يؤمنوا به بكونه المسيا ابن الله، إلاَّ أنهم لم يحتملوا إهانته ونسبته للشيطان. تعاليمه لا تحمل عنف الشيطان وفساد مملكته، أما عجائبه وأعماله فلن يقدر شيطان أن يفعلها.

* والآن لم يقل إنه ليس به شيطان، لأنه إذ أعطاهم برهانًا بأعماله صمت فيما بعد. فما الحاجة إلى أن يوبيخهم إذ كان بعضهم يعاند بعضًا، وأحدهم يوبخ الآخر. لهذا صمت، واحتمل شتائمهم كلها بأوفر وداعة، ليس لهذا الغرض فقط، لكن ليعلمنا كافة دعته وطول أناته.

القديس يوحنا الذهبي الفم
2 - الوحدة مع الآب

"كان عيد التجديد في أورشليم،

وكان شتاء". [22]

هنا نجد أيضًا حوارًا بين السيد المسيح واليهود داخل الهيكل، وكان ذلك في عيد التجديد Hanukkah، في الشتاء. كان هذا العيد تذكارًا لما فعله يهوذا المكابي عام 165/ 164 ق.م.قام بتطهير الهيكل من الرجاسة التي دنس بها أنطيخوس الرابع ابيفينوس السرياني الهيكلقبل ثلاث سنوات (1 مك4: 36-59). وألزمهم بالعبادة الوثنية، ومنعهم من ختان الأطفال وحفظ السبت. وقد جاء ذكر هذا العيد في أكثر تفصيل في ٢ مك ١: ١٨. كان يُنظر إلى عودة الحرية إليهم كمن قاموا من الموت وتمتعوا بالحياة من جديد، ولتذكار ذلك أقاموا عيدًا سنويًا في الخامس والعشرين من شهر كسلو، حوالي بدء شهر ديسمبر ويمتد العيدلمدة تسعة أيام بالأنوار. لا يُحتفل بالعيد في أورشليم وحدها كبقية الأعياد، وإنما يحتفل به كواحد في موضعه، وذلك كعيد الفوريم (إش ٩: ١٩). إذ كان اليهود يحتفلون بعيد تقديس الهيكل وتكريسه [22] أعلن السيد المسيح أنه هو الذي كرسه الآب وأرسله إلى العالم [36].

"وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان". [23]

"فاحتاط به اليهود وقالوا له:

إلى متى تعلقأنفسنا؟

إن كنت أنت المسيح، فقل لنا جهرا". [24]

كان يسوع يتمشى في الهيكل، في رواق سليمان، وهو يقع في القسم الشرقي من دار الأمم، أكبر دار في منطقة الهيكل، يحوط المباني الداخلية. هذا لا يعني أن الذي بناه سليمان، لأن الهيكل تهدم وأعيد بنائه، لكنه صار لا يزال يحمل اسم أول من قام ببنائه، وقد احتفظوا باسم سليمان من أجل شهرته العظيمة "هيكل سليمان".

تمشى يسوع وحده كمن يلاحظ تصرفات مجلس السنهدرين الجالس هناك، حيث قيل: "الله قائم في مجمع الله، في وسط الآلهة يقضي. حتى متى تقضون جورًا وترفعون وجوه الأشرار؟" (مز ٨٢: ١-٢). يتمشى ليقدم خدماته لكل محتاج، ويجيب على كل تساءل، ولكي يفتح الباب لكل راغب في المشي معه في الرواق. سُئل السيد المسيح في اليوم الثامن من العيد إن كان هو المسيح، فأجاب:

أ- يعرف قطيع المسيح الحقيقي لاهوته ومسيحانيته [25-27].

ب- يخلص قطيعه في آمان وسلام [28-29].

ج- أكد يسوع وحدة الجوهر مع الآب، وأدرك اليهود أنه يساوي نفسه بالآب [30-31].

د - دافع عن لاهوته بأعماله وبنبوات الكتاب المقدس [32-39].

ه - إن كان إسرائيل يدعو قضاته آلهة [34-39] لأنهم يمثلون اللَّه (مز 7:82)، فلماذا يتعثرون في ابن اللَّه الحقيقي الذي أرسله الآب [36].

جاء إلى بيته وبيت أبيه، أي الهيكل، ليخدم كل نفس تطلبه، لكنهم اجتمعوا معًا كرجلٍ واحدٍ بنية شريرة يسألونه لماذا يعلق أنفسهم، فإن كان هو المسيح المنتظر فليخبرهم. يرى البعض أن السؤال حمل اتهامًا شريرًا.

كأنهم يقولون: لماذا تسحب قلوب الناس كما فعل أبشالوم حين تمرد على داود أبيه ليسحب منه العرش بروح الغش والخداع؟ أو لماذا تخدع قلوب البسطاء لتقيم لك تلاميذ؟ جاء سؤالهم يحمل مظهرًا صالحًا أنهم يريدون التعرف على الحق.

كانوا يعلمون أن المسيا سيكون ملكًا، لكن حسب فكرهم أنه ملك زمني. لهذا طلبوا إجابة صريحة كي يشتكوا عليه لدى السلطات الرومانية أنه متمرد وخائن للرومان.

لم يلم القادة أنفسهم على فساد أفكارهم وقلوبهم بل ألقوا باللوم على السيد المسيح نفسه الذي جذب الشعب وبعض القادة فسبب ارتباكًا وانقسامًا في مجمع السنهدرين. إنهم يلقون باللوم على السيد المسيح أنه تركهم في حيرة وارتباك. عوض لومهم لأنفسهم أنهم لا يقبلون الحق، ولا يريدون المعرفة. كأنه قد أرادت بعض القيادات الدينية اليهودية أن تدخل معه في مشاجرة: إلى متى تتركنا في حيرة وقلق؟ إلى متى تسحب قلوبنا؟ لتكن واضحًا وتعلن عن شخصك علانية. فإن أعماله تشهد أنه هو المسيا المنتظر، أما هم فيريدون كلمة صريحة ربما لكي يدينوه عليها متى أعلن أنه المسيا المنتظر.

يرى البعض في السؤال إعلانًا صادقًا عن الصراع الداخلي بين شعورهم بقدسيته،إذ أعماله تظهره،واقتناعهم بشخصه، وبينخوفهم على مراكزهم وفساد قلوبهم الذي يمنعهم عن قبوله، فإنهم يريدون مسيحًا حسب هواهم، يحقق لهم اشتياقاتهم الزمنية.

أظهروا أنفسهم كمن يريدون المعرفة، مع أن القديس يوحنا المعدان شهد لهم بكل وضوح، والسماء أعلنت عن شخصه، والسيد المسيح نفسه حدثهم أنه نور العالم والراعي الصالح، وواهب الحياة الأبدية، وأعماله شهدت لشخصه.

يرى البعض أن كلمة "نفوسنا" هنا تعني "حياتنا"، وذلك كما سبق فقال السيد المسيح: "لي سلطان أن أضع نفسي"، أي يموت. ولعل بعض اليهود شعروا أن تعاليم السيد المسيح بما فيها من حب وتسامح ستفضي تمامًا على حياتهم كأمة يهودية. وقد عبَّر عن ذلك قيافا حين قال: "إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا" (١١: ٤٨).

* لقد عرف أن نيتهم التي بها قدموا هذا التساؤل شريرة. فإنهم إذ يحيطون به وبقولون: "إلى متى تعلق أنفسنا؟" كما لو صدرت عن غيرة نحو المعرفة. لكن غايتهم كانت منحرفة وفاسدة مملوءة قروحًا خفية... فإنهم لم يسألوا لأجل التعلم كما يبدو الهدف[1137].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"أجابهم يسوع:

إني قلت لكم ولستم تؤمنون.

الأعمال التي أناأعملها باسم أبي هي تشهد لي". [25]

طلب اليهود إجابة واضحة وصريحة، إما نعم أو لا. هذا لم يكن ممكنًا، لأن مفهومهم "للمسيا" يختلف تمامًا عما في خطته الإلهية. ومع هذا فقدوضع السيد المسيح إصبعه على المشكلة، إذ لا تنقصهم المعرفة، بل تنقصهم الإرادة أن يؤمنوا. أعماله الإلهية تشهد لشخصه (يو ١٤: ١١). المشكلة في داخلهم وليست في الكشف عن شخصه. لكي لا يكون لهم عذر قال لهم أنه سبق فأخبرهم بالكلام كما بالعمل. سبق فأعلن لهم أنه ابن الله وابن الإنسان الذي له الحياة في ذاته، وأنه صاحب سلطان أن يدين، أفليس هو المسيح؟ لقد تظاهروا أنه تركهم في حيرة، لكنه أكد لهم أنهم لا يريدوا أن يؤمنوا. أشار إلى أعماله وإلى حياته، فهو الذي بلا خطية، أعماله وحياته تشهد لحقيقة شخصيته الفريدة

من جانب يود أن يقدم كل معرفة حقيقية، إن كان الشخص مخلصًا في طلبها، وذلك كما فعل مع المرأة السامرية (٤: ٢٦)، ومع المولود أعمى (٩: ٣٥ - ٣٨). لقد عرفه بعض أتباعه منذ البداية (١: ٤١)، والتف حوله البعض إذ أدركوا أنه المسيا المنتظر. لقد سبق فأعلن لليهود: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (٨: ٥٨) فأرادوا أن يرجموه. سمعوا بما فيه الكفاية عن شخصه فاتهموه بالتجديف، لأنه جعل نفسه مساويًا لله (٥: ١٨).

* يبين السيد المسيح لليهود هنا أنه قد أبدي بأعماله صوتًا أكثر وضوحًا من صوته بأقواله.

القديس يوحنا الذهبي الفم

"ولكنكم لستم تؤمنون،

لأنكم لستم من خرافي،

كما قلت لكم". [26]

يلقي باللوم عليهم فإنهم حرموا أنفسهم من أن يكونوا من قطيعه فكيف يمكنهم التعرف عليه؟إنهم ليسوا من قطيعه ليس بسبب نقص في الشهادة عن شخصه، وإنما بسبب نقصهم في الإيمان. ليس لهم عذر. إذ وُجد قطيع للمسيح آمنوا به خلال كلماته وأعماله وعرفوا صوته الذي يعطي لحياتهم معنى. هؤلاء يدينون من لم يؤمنوا به الذين بسبب عدم إيمانهم لم ينضموا إلى قطيع المسيح، ولا تعرفوا عليه أنه المسيا المنتظر، ولا عرفوا صوته، لذلك فهم يتبعون رعاة آخرين.

* كأن السيد المسيح يقول لليهود هنا: فإن كنتم لم تتبعوني فليس لأني لست راعيًا لكن لأنكم لستم غنمي. قال السيد المسيح هذا لكي يريدوا أن يصيروا غنمًا له، ولكي ينهضهم ويجعل فيهم هذه الشهوة[1138].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* أجابهم أنه هو ابن الله. كيف؟ أنصتوا: "أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون، الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي" (يو 10: ٢٥-٢٦)... إنهم خراف بالإيمان، خراف باتباع الراعي، خراف بعدم الاستخفاف بمخلصهم، خراف بدخولهم من الباب، خراف بدخولهم وخراف بخروجهم ليجدوا مرعى، خراف بتمتعهم بالحياة الأبدية. إذن ماذا يعني القول: "أنتم لستم من خرافي" (٢٦)؟ لقد رآهم قد وُضعوا للهلاك الأبدي، ولا ينالوا الحياة الأبدية بدمه[1139].

القديس أغسطينوس

"خرافي تسمع صوتي،

وأنا أعرفها،

فتتبعني". [27]

قدم لهم السيد المسيح علامات قطيعه، وهي أنها تسمع صوته كراعٍ لها، أنها تعرف صوت حبه واهتمامه، فتلتصق به وتتعرف عليه في أعماق جديدة، وتتأهل أن تكون موضع معرفته. وكما يقول الرسول: "يعلم الرب الذين هم له" (٢ تي ٢: ١٩).

* هذا هو المرعى، إن تذكرتم ما قاله قبلًا: "يدخل ويخرج ويجد مرعى". إننا ندخل الإيمان ونخرج عند الموت. ولكن إذ ندخل من باب الإيمان، فإننا كمؤمنين نترك quit الجسم، فإنه بالخروج بذات الباب يمكننا أن نجد مرعى. المرعى الصالح يدعى الحياة الأبدية، حيث لا توجدورقة نبات جافة، بل الكل أخضر ومنتعش. يوجد نبات يُقال عنه أنه دائم الحياة، هناك فقط يوجد ليعيش[1140].

القديس أغسطينوس

"وأنا أعطيها حياة أبدية،

ولن تهلك إلى الأبد،

ولا يخطفها أحد من يدي". [28]

لكي يقنعهم بالبؤس الذي يحل برفض الالتصاق به والانتساب إليه قدم لهم الجانب الإيجابي وهو بركات الحياة المطوبة التي يتمتع بها قطيعه ألا وهي الحياة الأبدية السماوية. أما هنا على أرض التعب والألم فقطيعه محفوظ بالروح القدس، لن يقدر العدو أن يمسه. وكما يقول المرتل: "هذا المسكين صرخ والرب استمعه، ومن كل ضيقاته خلصه. ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز ٣٤: ٦-٧). إنه يعرفهم تمامًا، ويعرف احتياجاتهم، ويعرف مقاومة العدو لهم، لكنهم محفوظون فيه.

هنا يقدم السيد المسيح الحياة الأبدية كهبة لمن يؤمن به، كما يعلن عن الأمان الذي يتمتع به المؤمن، إذ هو محفوظ في يده، الأمر الذي لن يتمتعوا به خلال الفريسية التي يتمسكون بها. انضمامهم إلى قطيعه يهبهم أمانًا لن يبلغوه بأية وسيلة أخرى. وكما يقول الرسول بولس: "لأن هبات الله، ودعوته هي بلا ندامة" (رو ١١: ٢٩).

قطيع السيد المسيح هو هبة يتسلمها الابن من يد الآب، ويبقى محفوظًا في يد الابن [٢٨] كما في يد الآب [٢٩]، أي محفوظ بالروح القدس الذي هو روح المسيح وروح الآب أيضًا.

جاءت كلمة "يهلك" هنا لتعني المصير المرعب لدمارٍ أبدي، لذا فالخلاص منه لا يُقدر بثمن. أما كلمة "يخطف" فتشير إلى سلوكٍ عنيفٍ ضد الشخص، ليس من يقدر أن يحمينا منها سوى يد القدير التي تحفظنا فيها.

* "لن تهلك إلى الأبد" [٢٨]... ماذا يستطيع الذئب أن يفعل؟ ماذا يمكن للسارق أو اللص أن يفعلا؟ إنهم لا يهلكون أحدًا إلاَّ الذين هم معينون للهلاك. أما عن تلك الخراف التي يقول عنها الرسول: "يعلم الرب الذين هم له" (تي ٢: ١٩)، "الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم... والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضًا، والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا، والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو ٨: ٢٩ - ٣٠)، ليس أحد من هذه الخراف يمسك بها الذئب، أو يسرقها سارق، أو يذبحها لص[1141].

القديس أغسطينوس

"أبي الذي أعطاني إياها هوأعظم من الكل،

ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي". [29]
 
منتدى الراعى الصالح ( عمانوئيل ) » الصور » صور رب المجد » خرافى تسمع صوتى
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024